الاثنين، مارس 12، 2012





كانت تمشي وحدها في ذلك الشارع بخطوات متعثرة ضائع مشتات ...تسير تارة إلى الإمام وتارة أخرى تقف ونتظر إلى الوراء كانت تشق طريقها بصعوبة بين الجموع البشرية وكأنه خائف من أن يظهر ذلك الكابوس مرة أخرى ..كانت تمشي وبصرها حائر.وفودها خااالي .وقلب موجوع وجسد فاقد الإحساس من الألم...
وبصره يتجول في أرجاء المكان وكأنه بحث عن الأمان فوجد الأمان في وسط الضياع غرررق
توقفت وكأنه شلت طفلة تجلس خلف ذلك الرصيف بملابس متسخة متمزقة تحاول أن تجمع أعواد الكبريت التي سقطت منها وتمسح دموعه بيد الواثق المنكسر ونهاش البرد أطرافه وجمد الألم إحساس بكل شيء فهي لاتكاد تشعر بمن حولها اقتربت منها بهدوء قتل وهي لاتكاد تنطق عن الهواء جلست بقرب منها تحاول مساعدته في جمع أعواد الكبريت
رفعت الطفلة نظره إليه باإمتنان وانكسار حتى التقطت جميع أعواد المتناثرة على الأرض وبيد خائف ومرتعشة مرتعد تحاول رفع خصلات شعرها سقط على  جبينه وتحاول الطفلة تنسي ماحدث وبابتسامه بريئة تسألها :هل تريدنا أعواد كبريت
خيم الصمت على أنفاسه وشيء ما يتطاير من عيناته كانت دموعها التي حبستها طويلاً ؟؟
بكت بهدوء والصمت المتعذب نظرت إليه الطفلة بحزن عميق وسألته :لماذا تبكين
هل أضاعت أعواد كبريتك وترفع يده المتسخة بعقل الكبار تحاول مسح دموعه ورتبت بيده على تلك الثياب الفاخرة وهي مكمل حديثه لاعليك سوف أعطيك أعوادي ؟!
.. زاد أنين في داخلها وبدأ ضميره يوقد نار المحاسبة وتصفية الحساب
انفجرت بصوت يسمعها الجميع وأخذت تلك الطفلة إلى أحضانه لتحمي نفسه من نفسه المعذب وتحمي تلك الطفلة لو بقدر قليلا من قسوة الدنيا بقلب الأم حضنته تحاول الطفلة إفلات منها لتعطيها أعواد الكبريت التي وعدته بها وأخذت أعواد الكبريت كله ومددت لها بنقود لما تكوون تحلم بها في يوم فطارت المسكينة من الفرح وطبعت قبله على خده بحرارة وراحت ترقص في أرجاء المدنية فرحنا بعد أن كانت تبكي لالمنا..أما هي فبدأت محاولة النهوض لتكمل سيرها بخطوات ثقيلة وتدخل إلى قصره الكبير الذي لايسكنه أحد ألا هي والخدم وتجول ببصرها الحسيرة وترتمي على الأرض مغشينا عليها من البكاء والحسرة وذكرياته المؤلمه.

                                                               ₭ محفوظ